مستقبلك يكمن في نظرتك للحياة وطريقة تفكيرك .
نظرتك للحياة هي التي تشكل مستقبلك وكلما كانت وجهة نظرك في الحياة عظيمة كلما شعرت وكأنك توجد لنفسك فرصاً رائعة للنجاح لم تكن من قبل وستجد أنك تقوم بعملية اكتشاف للسعادة هذه العملية التي يطلق عليها البعض " ضربة حظ ".
فعندما تنظر للحياة بتفاؤل وتشعر أنها هبة عظيمة من الله تعالى ستجد أنك تقوم بعمل الكثير في وقت قليل وستبدأ في إدراك أنك قد وضعت نفسك على طريق تحقيق أهدافك، وكما أسلفنا فإن موقفك تجاه الحياة يشكل سعادتك ومستقبلك، إنه قانون كوني يعمل في جميع الحالات سواء كان اتجاهك نحو الحياة هادماً أو بناء ولك حرية الاختيار تماماً في أي تجاه تشاء، وهذا القانون ينص على أنك سوف تترجم أفكارك واتجاهك التي تحملها داخل عقلك إلى واقع مادي ملموس مهما كان نوع هذه الأفكار.
أنه لا يوجد نجاح حقيقي إلى أن يحصل الشخص على بعض الدرجات من " قبول الذات " ويعني هذا المصطلح أن تتقبل نفسك الآن وكما هي بالضبط بكل حسناتها وبكل عيوبها، وأن تتقبل أخطاءك وضعفك وإنجازاتك القليلة وعدم كفاءتك في بعض الأمور كما تتقبل نقاط قوتك وتميزك وهنا نحب أن نؤكد على نقطة هامة فقبول النفس كما هي بكل مميزاتها وعيوبها لا يعني مطلقاً الرضا عن هذه العيوب كما هي بل المقصود القبول من أجل الاحتفاظ بنقاط القوة وتقويتها وتصحيح نقاط الضعف قدر المستطاع ومما ييسر على الإنسان تقبل نقاط ضعفه أن يدرك أن هذه السلبيات الموجودة لديه تعود إليه أو أنها ملك له وليست هي نفسه فهو ليس السلبيات بل هو يملكها..فليس معنى أنك قد ارتكبت خطأ ما أنك قد تحولت إلى خطأ ولا يعني مرورك بتجربة فاشلة أنك فاشل أو أنك الفشل ذاته لقد أتيت إلى الحياة كي تنجح لا لتفشل ولنا هنا وقفة فالآباء والأمهات أحياناً ما يسيئون أساءة عظيمة أثناء تربيتهم لأبنائهم فهم لا يفرقون بين ذات طفلهم وبين تصرفه عندما يخطىء الطفل أو يفشل يقولون له" أنت فاشل أنت سيىء " إلى آخر قائمة السباب التي تحطم معنويات الطفل وتفقده ثقته بنفسه والأفضل من هذا كله أن نقول له أن تصرفك هذا أو فعلك هذا خاطىء أو أن سلوكك هذا لا يعجبني ولا أقول أنت لا تعجبني، مهم جداً أن نفرق بين الذات وبين الفعل أو التصرف، إذن من اليوم وصاعداً حاول أن تتقبل ذاتك وتتقبل أولادك كما هم ثم تسعى بعد ذلك لاجراء التحسين اللازم.
ومن الأهم ألا تحاول أن تكون شخصاً آخر غيرك بالتقليد، حاول أن تحمل صورة ذاتك أنت وليس صورة شخص آخر فقيمتك تحدد بك أنت وليس المطلوب منك أن تغير من نفسك لتصبح شخصاً آخر، وليس لأنك لا تحب سلوكك في لحظة بذاتها تقلل من قيمة ذاتك.. والأشخاص غير الراضين عن أنفسهم هم أولائك الذين دائماً يكافحون من أجل أن يقنعوا أنفسهم والآخرين بأنهم شيء آخر يختلف عما يبدون عليه.
والنجاح الذي يأتي من التعبير عن الذات يبدأ عندما تنوي أن تسترخ وتكون نفسك فقط وبمجرد أن تتقبل ذاتك وتختار أن يكون لك قيمة وأن تكون صادقاً مع نفسك عندها فقط تستطيع أن تبدأ في تحسين صورتك الذاتية، والنجاح هو رحلة وليست نهاية ولا يعود النجاح ممكناً إلا إذا أفاد الإنسان من كل طاقاته التي أودعها الخالق سبحانه وتعالى فيه وعليك أن تدرك دائماً وأنت في رحلتك صوب النجاح أنك مخلوق ينقصه الكمال وأنك دائماً تحتاج لأن تنمو وتتطور وأنه بمقدورك أن تتعلم دائماً..تتعلم ان تصبح موظفاً جيداً.. وزوجاً عطوفاً.. وأباً رحيماً.. وصديقاً وفياً.. تتعلم كل فن من فنون الحياة وتتقنه وتبرع فيه وعندها فقط ستكون إنساناً..ناجحاً..عظيماًً..
إذن فأنت المسؤول عن حياتك وما عليك إلا أن تبدأ رحلة نجاحك بإعادة تشكيل صورة ذاتك ولا تنسى أن تشكر خالقك سبحانه وتعالى على نعمة الحياة.. ونعمة الوجود.